نداء من قلب سوري... إلى كل الطوائف
أنا ابن هذه الأرض، ابن سورية التي لا تعرف أبناءها من لونهم الطائفي، بل من قلوبهم.
أنا واحد من الذين أكلهم التعب، وضاق صدرهم من هذا الانقسام الذي ما كنا نعرفه سابقا انا من قارب السبعين عاما ولازال يحبّ هذا الوطن، رغم كل شيء.
أيها العلويون،
يا من حملتكم الجبال والوديان، لكم حق أن تعيشوا بكرامة، لا بخوف، ولا باستقواء.
لكن تذكروا أن القوة ليست في القبضة، بل في القدرة على الاحتضان.
عندما تحرك المجاهد صالح العلي تحرك من اجل الوطن.
أيها السنّة،
يا من غُصتم في بحر الخسارة والتهميش لكم الحق أن تُسمَعوا وتُحترَموا، لا أن تُستغلّوا في حروب لا تشبهكم.
لكن تذكروا أن الكرامة لا تُبنى على الغضب وحده، بل على العدل والتسامح.
أيها الدروز،
يا أبناء الحكمة والصبر، لا تجعلوا الجبل سجنًا، ولا العزلة حائطًا بينكم وبين إخوتكم.عندما انطلق المجاهد سلطان باشا الأطرش لم ينطلق لحماية الجبل بل لتحرير الوطن.
تاريخكم شاهد على التآخي، فكونوا صوته لا صدى خوفه.
أيها المسيحيون،
يا من كنتم ملح هذا التراب وروحه، لا تسمحوا أن يُؤخذ منكم وطنكم باسم حماية لم يطلبها أحد.كان فارس الخوري مثال في الوطنية بعيدا عن الطائفية والمذهبية.
أنتم أصيلون هنا باقون لا لأن أحداً يسمح، بل لأنكم شركاء في الجرح والمصير.
أيها الإسماعيليون، الكرد، الشركس، والآشوريون...
لكم جميعًا أقول: لا أحد خارج الوجع، ولا أحد أكبر من الوطن.
عندما انطلق المجاهد ابراهيم هنانو انطلق من اجل الوطن.
الفتنة التي نحياها اليوم، لا تُبقي طائفة، ولا تُعلي مذهباً، بل تحرق الجميع.
وقد تعبتُ من رؤيتنا نُقتَل باسم الدين، ونُبرّر باسم الطائفة، وننسى أننا قبل كل شيء... بشر.
فلنتوقف، بحق الله،
عن عدّ الضحايا بحسب الطائفة، وعن بناء خطابنا من تحت الركام.
دعونا نبدأ صفحة جديدة، لا ننسى فيها الماضي، لكن لا نسمح له أن يُعيد نفسه.
أنا لستُ بريئًا من الوجع، ولا أدّعي النقاء.
لكني أريد حياة، أريد وطناً، أريد أن أنظر في عيون أبناء بلدي دون أن أُسأل عن طائفتي.
سورية لن تُشفى إلا بنا جميعاً.
وما من طائفة ستنجو وحدها، إن غرقنا كلنا في الطوفان.
فلنُطفئ النار الآن... قبل أن لا يبقى أحد ليتكلم.
اخوكم في الإنسانية
ابو كمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق