هناك أناس يمرّون في حياتنا كنسمة ربيع، لا يتركون وراءهم إلا العطر والراحة. أشخاص لا تقتصر قيمتهم على ما يقدمونه من فعل، بل على ما يحملونه في قلوبهم من محبة وصدق وإخلاص. هؤلاء هم الذين تليق بهم الهدايا النادرة، ويستحقون أن نغزل لهم الكلمات كما نغزل الورود في باقة.
الزهور ليست مجرد أوراق ملوّنة أو عطر يفوح، بل هي رسالة صامتة تقول: "أنت تستحق الجمال". وهي حين تُهدى إلى من يستحق، تصبح رمزًا للامتنان، وشكرًا ناطقًا لكل لحظة دعم أو ابتسامة أو تضحية قدّموها.
في عالم يمتلئ بالضوضاء والمشاغل، يندر أن نجد من يمنح وقته ليصغي، أو يفتح قلبه ليواسي، أو يشارك لحظة فرح وكأنه يعيشها بنفسه. هؤلاء هم من نقول لهم: لمثلكم تُهدى الزهور، لأنهم في حقيقتهم زهور تمشي على الأرض، تزرع الفرح في القلوب وتترك الأثر الطيب في الأرواح.
إن إهداء زهرة قد يبدو أمرًا بسيطًا، لكنه يحمل في معناه تقديرًا عميقًا لا يُقاس بثمن. فكما تحتاج الزهور إلى عناية لتنمو وتزهر، يحتاج الإنسان إلى التقدير ليزدهر ويواصل عطاؤه.
فلنحتفظ بهذه العادة الجميلة، لا بالزهور وحدها، بل بالكلمات الطيبة والمواقف النبيلة، فهي أزهار أخرى لا تذبل، تبقى عالقة في الذاكرة، ترويها الأيام وتفوح رائحتها في القلوب مهما طال الزمن.
الاثنين، 1 سبتمبر 2025
خاطرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق