ماذا سيتعلم أحفادنا؟
علمونا في الكتاتيب حين كنا صغارًا أن يحترم الصغير الكبير، ويعطف الكبير على الصغير.
نشأنا على القيم، لا على الشاشات. تربّينا على الحياء، لا على الجرأة المجانية.
حملنا هذا النور معنا، ونقلناه لأبنائنا... والآن، وقد بلغنا عتبة السبعين، نتساءل بقلقٍ صادق:
ماذا سيتعلم أحفادنا من آبائهم؟
سؤال لا يحمل اللوم فقط، بل الخوف أيضًا.
هل سيتعلم الأحفاد احترام الكبير، أم سيظنونه مجرّد عائق أمام سرعة الحياة؟
هل سيتعلمون الصبر، أم يختصرون كل شيء في “تمرير إصبع” على شاشة؟
هل سيعرفون قيمة العائلة، أم يصبحون أوفياء لأجهزتهم أكثر من أقاربهم؟
يقولون لنا اليوم: "زمانكم ولى، ولا يصلح لهذا الزمان."
لكنهم لا يدركون أن ما ولى ليس زماننا، بل قيمه.
فهل تقدُّم الزمان يعني أن يُستغنى عن الصدق؟
هل تطور التقنية يبرّر موت الاحترام؟
إن كان الزمان الحديث يُقصي الحياء ويستبدله بالضجيج، فذاك ليس تطورًا، بل خسارة متحضرة.
زماننا كان بسيطًا، نعم...
لكنه علّمنا الرضا، والرحمة، والمروءة، وكلمة الشرف.
لا نرفض الجديد، لكننا لا نقبل أن يكون على حساب الجذور.
فمن ينسى جذوره، يتوه مهما بلغ.
وإن غفل بعض الآباء اليوم عن دورهم،
فما زال بإمكان الأجداد أن يُعلّموا — لا في الكتاتيب فقط، بل في حضن العائلة، وفي هدوء الموعظة، وفي دفء المثل.
الزمن يتغير، نعم…
لكن الخير لا يُهزم،
والقيم لا تَشيخ،
وأنتم — من حمل الشعلة — أنتم ضمير الزمان، لا بقاياه.
السبت، 20 سبتمبر 2025
ماذا سيتعلم أحفادنا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق